دخلوا علينا تحت جنح الظلام
الأطفال والأمهات والشيوخ كانوا نيام
بَقروا بطون الحوامل
وفجّروا المنازل
وهجروا الناس قوافل..قوافل
قتلة لا يعرفون رحمة
ونفذوا المجازر تلو المجازر
والعالم يتفرج على هدر
دمائنا وامتلاء المقابر
شتتوا شعبنا والكل يحاصر
حقنا وللعودة إلى ديارنا ناكر
دمروا مئات القرى المأهولة ونكبونا
وقالوا لا يوجد على هذه الأرض
أحد ولا على الساحل
وقوى الظلام طمست هويتنا
وجاهدة أخفت الدلائل
وهيئة الخَمَم المتحدة ناصرت الظُلاّم
وصنعت كيانا للقطاء العالم الفاجر
وعلى أنقاضنا وآلامنا شيدوا مستعمراتهم
وغيروا أسماء شواهدنا التاريخية
والحارات والشوارع والمنازل وانتهكوا حرمة المقابر
يحلمون ويفكرون صباح مساء
بأن شعبنا مصيره زائل
وصار الوطن مُحرّماً وممنوعاً
على أصحابه الأوائل
يرنون إليه من خلف الحدود
على أمل العودة بعد الوعود
الزائفة والمماطلة كل يوم
حتى يصير الحق مفقود
أيها العالم الأزعر والحقود
لن ينسَ شعبنا حقه
مهما علا بطشك وتجبر
ومهما أوغلت في النكران
فالحق كل يوم يعظم ويكبر
فلا تحزن يا وطني
العالم كله أصم وأبكم ومخدّر
فلا بد لظلامك يوما أن ينجلي
وحقنا التاريخي سوف يظهر
سماؤنا سترعد وتبرق من القهر
وعلى صخرة صمودنا جبروت الاحتلال سيتكسر
غداً يذوب الثلج
وما تحته يبان والغاصب يُدحر
سيعري التاريخ زيف كذبته
أما حقيقتنا فهي ثابتة
مهما طال الزمان لا تُمحى ولن تتغير
ومن سطوع حقيقتنا
كذبته المفبركة ستذوب وتُصهر
مما قرأت ~