آصبري يا نَكبَة شَعبي

(1)
يا أرض الأطهار ما الخبر ؟
وفيك قد أفل القمر
يا قدس باتت نكبتنا
بنيران الظلم تستعر
ستون عاماً قضيناها
وزد ثلاثاً تعتذر
*********
وعدوك تشتد وطأته
لم يترك ماءً ولا شجر
ودم الأحرار قد انسابا
وشظايا لحم تنتشر
وعيونٌ تبكي من حزن
ونعوش أبطال تنتظر
وصراخ ثكالى نسمعه
وبراءة طفل تنتحر
ستون عاماً قضيناها
وزد ثلاثاً تعتذر
*********
يا وطن الأحرار تقدم
فزعماء الأمة قد احتضروا
لا نسمع منهم كلماتٍ
سوى مواء قطط قد فروا
اجتمعوا على نكبة شعبٍ
وللبيت الأبيض اعتمروا
يا أرضي منهم ما نبغي
بدماء شهدانا قد سكروا
ستون عاماً قضيناها
وزد ثلاثاً تعتذر
*********
فلسطين أرضي أعشقها
وسنشعل من أجلها الشرر
ما مات الحلم لكي نرجع
ونسترد الحق الذي سلبوا
فجدتي على الأبواب أرقبها
تحضن مفتاحاً تنتظر
عيناها على شوكٍ غفتا
وجراحها أرهقها السفر
لازالت تحلم بمنزلها
وبيارة قد شبّ فيها الثمر
وأبي يسارق أحزانها
بدموع عيونٍ تنهمر
ستون عاماً قضيناها
وزد ثلاثاً تعتذر
*********
يا أرض النكبة لا تهني
قد أشعلنا فيك الشرر
وانتفض الشعب ليثأر لك
بجنين وغزة قد بدؤوا
وخليل ونابلس العزة
وبرفح الأطهار قد عبروا
ستون عاماً قضيناها
وزد ثلاثاً تعتذر
*********
للصبر حدٌّ قد بانت شواطئه
فالنصر بصبر ساعةٍ مرتهن
فاصبري يا نكبة شعبي إنما
النصر النصر لمن صبروا

( 2 )
يا ارض المحشر


يا أرض المحشر جئناك
بليوث جهاد لا تُقهر
جئناك نحرر مسراك
ونُقاتل للمجد الأكبر
لنعيد الحقِ المسلوبَ
ونلقّن درساً للازعر
لنصلي فيك يا أقصانا
ونردد الله أكبر
فجنود جهادٍ يا قدسُ
جيش بالعزة قد أبحر
*********
يا أرض المحشر بشراك
مسراك بالعزة أزهر
وشقاقي علمنا درساً
لغير الباري لا نصغر
قد جاءتك خيول جهادٍ وسرايا
وغضبها بركان تفجر
*********
يا قدس أحنُّ لرؤياك
ملعونٌ من فيك تجبّر
فبقلبي غرستك يا حبي
وبجيشك أتباهي وأفخر
يا قدس تاريخك ماجد
فبدم الشهداء تعطّر
عاهدتك يا ربي أني
للقدس أنتقم أو أُنحر
للقدس تسمو غاياتي
فضلوعي لترابك تُبحر
وبصدري أكتم أشواقي
فبحبك ينبض ويزخر

( 3 )
سنعود يوماً


كانت على شفتيه موالا
يردده صباح مساء
ويرسله عبر عصافير البيادر
*********
يسافر الجسد المعبق بالجراح
ويبقى القلب في جنبات الدار ساهر
يمتد مثل شقائق النعمان
مثل الياسمين ناضر
يحبو على جبل الزيتون
ولا يغادر
*********
سنعود حتما قالها جدي
وفي عينيه بحر الدمع هادر
سنعود حتما قالها جدي
والفكر إلى حيفا ويافا وعاقر
وإلى اللد والرملة وبيسان
وإلى المجدل وبئر السبع يهاجر
*********
سنعود حتما قالها منذ سنين
لكنه حتى اليوم
في سجن المخيم عاثر
سنعود حتما
قل لي بربك يا جدي متى سنعود
وقد أغلقوا عنا كل المعابر
قل لي بربك يا جدي متى سنعود
وشباب بلدتنا قد امتطوا سرج المقابر
متى سنعود ؟
والعار على جبين الحكام ظاهر
متى سنعود؟
وقد منحوا الشعب بطاقة زائر
متى سنعود ؟
ومن باعوا الأرض ينظرون بوجه غادر
متى سنعود ؟؟
يا جدي .... قد كلّت أمانينا
وما بات الحلم للعودة ثائر
*********
كلا .. كلا ما مات الحلم يا ولدي
فطريق العزة بالأحرار زاخر
وعيون الرضع قبل الوضع
لازالت إلى الأقصى تسافر
والقلب على ظلم العباد
ونزف الجرح صابر
*********
سنعود حتماً يا ولدي
سنعود حتماً يا ولدي
إن الله على نصرنا لقادر
*********
( 4 )
أطلق زئيرك


أطلق زئيرك نحن شعب لن نستكين
أطلق زئيرك لن ننحني للغاصبين
أطلق زئيرك لا تخف حزنا دفين
سنشعل الأرض بركانا
تحت أقدام الهالكين
أطلق زئيرك إن العار يسكننا
ويقتل في حنايا الصدر الحنين
أطلق زئيرك فأمتي
كانت ورب الناس خير خلق العالمين
*********
( 5 )
في ذكرى مرور ثلاثة ستين عاماً على النكبة


حـتَّى .. مـتـى
حــتَّـامَ هــذا الــذلُّ يا مـهـدَ الأُولى
حــتَّامَ في أوطــانِــنا يبقــى الــعِــدا
سِــتُّــونَ عـاماً , و الـظَّـلامُ يَـلُــفُّـنا
و مَـرارةَ التَّشــريدِ ذُقــنا والـرَّدى
صــوتٌ بِـغَـزَّةَ مــن قِــطــاعٍ صــامِدٍ
من خيرِ مَن وَطَأَ الثَّرى واستُشهِدا
قُــرآ نُنـــا دُســتـورُنـا شـــرعٌ لـنـــا
وجميعُنا في الأرضِ قدْ رَفَعَ اليدا
نحنُ الذينَ بِدينِهِم بَـهَروا الورى
قُــدنا لِـــواءَ الحـــقِّ رايـــةَ أحمدا
عُــذراً رســولَ اللهِ يا نورَ الهُدى
عُــذراً حــبيبي أنتَ آهِ .. محمَّــدا
وإلى متى .. نرضـى الهوانَ لدينِنا
يا أُمَّــتي .. لا تَرْضَخي لِمنِ اعـتدى
هُـبِّــي إلينـــا .. الـظُّـــلـمُ قدْ بَلَــغَ المدى
هُـبِّــي إلينـــا .. الصَّــوتُ قدْ مـلَّ الصَّدى

( 6 )
زمن الانتصار

لا اعرف الانكسار...
ولا اعرف الانحناء...
إلا للواحد الجبار...
لا اعرف الانكسار...
إنما اعرف كيف أبحر ...
بلا قارب...
وأغوص في أعماق البحار...
اعرف أن أخوض غمار الردى...
وان اكتب قصائد الأحرار...
*****
اعرف أن أصوغ سيمفونية الانتصار...
اعرف أن اصدح بالكلمة...
في زمن الزيف والانهيار...
اعرف أن أقف شامخا...
كالأشجار...
*****
أشهر مسدسك في وجهي...
واغرس سكينك في ظهري...
ستجدني كالفولاذ...
كالصبار...
مارس كل لغات الحقد...
وصوب كل رصاص الغدر...
فما أنت إلاّ ذئبَ...
لا تعرف إلاّ لغة الغاب والأشرار...
وستنهار...
*****
أما أنا...
فلا اعرف إلا أن امضي قدما...
دون انحسار...
فلغتي سيف...وكلماتي رصاص هدّار...
ومثلي لا يشق له غبار...
*****
( 7 )
عائدون


هَـرِمَ الناسُ .. وكانـوا يرضعـونْ
عندما قال المُغنّي : عائـدون .
يا فلسطينُ ومازالَ المُغنّي يتغنّى
وملايينُ اللحـونْ
في فضـاءِ الجُـرحِ تفنى
واليتامـى .. مِن يتامى يولـدونْ .
يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنـونْ
سـاءَهمْ ما يشهـدونْ
فَمَضـوا يستنكِرونْ
ويخوضـونَ النّضالاتِ
على هَـزِّ القناني
وعلى هَـزِّ البطـونْ !
عائـدونْ
ولقـدْ عادَ الأسـى للمـرّةِ الألفِ
فلا عُـدنا ..
ولا هُـم يحزنـونْ !


من إحدى الروائع التي قرأتها بأقلام العديد من الشعراء ونقشتها في دفتر مذكراتي بمناسبة مرور 63 عاما على النكبة الفلسطينية