¨°•√♥ منتديات الأصدقاء ♥√•°¨
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لوح التزلج وبلاد الواوا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جرح ـآلقدر
مشرف قسم
مشرف قسم
جرح ـآلقدر


عدد المساهمات : 312
تاريخ التسجيل : 15/05/2011

لوح التزلج وبلاد الواوا Empty
مُساهمةموضوع: لوح التزلج وبلاد الواوا   لوح التزلج وبلاد الواوا Icon_minitimeالثلاثاء مايو 24, 2011 5:56 pm

لسعة للشمس اشتقت إليها و دفء قد سرى في كل أنحائي ... و زرقة السماء هذه جلبت علي قديم الذكريات . أنا الآن في إجازتي السنوية مسترخ بلا عمل منذ فترة أعيش فترة من الراحة القلقة و الاستجمام الحائر ، نعم أعلم أن هذا لن يطول و لما لا؟؟ فقد كـــ ... يا ربي!!! لقد سبقت قصتي كتابتي ، و ها هم آتون لجهتي!!! أستأذنكم في انتظاري لحظة ............ ها قد عدت لأكمل لكم حكايتي ، إنه الصيف و نحن هنا ننتظره و لا ننتظره لا أدري إن كنت أحبه أم لا و لكن الآن أحكي لكم و أنا في بداية البيات الصيفي القسري فلا قيمة لي هنا . إذن فقد أخذوني و كفنوني بهذا الورق و وضعوني بتلك الغرفة أحد أركانها أو زواياها أو فوق أحد الرفوف أو داخل دولاب ما أو تحت سرير أو مكتب لا أجزم لكم أين أنا و قد تغطيت بكاملي بهذا الورق و وضعت داخل هذا الصندوق.
على كل حال ... شتاءي هو الحرية و الإنطلاق و النور و صيفي هو الراحة و الإستجمام و الهدوء. لا تاخذوا كلماتي كما هي و انتظروا قليلا لتعلموا حقيقتي ، فأنا لوح للتزلج أعمل كوسيلة لترفيههم و ينظرون إلي كأداة رياضية و يضعوني تحت أقدامهم و يطئون ظهري و يضحكون فوقي . في طوال العام ينتظرون نزول الثلج و ما أكثره هنا! و ما إن تمن عليهم السماء بوسيلة ترفيههم حتى يأتون إلى هذه الغرفة و هذا الصندوق ثم ينزعوا عن أوراقي بعنف و لا أجد حولي إلا البرودة و البرود ... يرتعد جسدي بشدة و لا يراعون ذلك و لا يرعون ذلك ولا ينظرون لذلك. ألقى فوق منحدر الثلج و يتفنون في إعتلاء هذا الظهر المنهك ... تستمر بهم الرحلة من القمة إلى القاع و هم في حالة نشوى عارمة و يضحكون بصوت مفزع و يصرخون و يتنادون و يتنافسون و يتراهنون و يكسبون و يخسرون فوق هذا الظهر .... كم رفضت ذلك ... نعم رفضت أن أكون وسيلة ترفيه على حساب ألمي و على حساب هذا الخزي ... انقلبت بهم غير مرة و تزمرت و رفضت المسير فلا كان منهم إلا الضحك أيضا و مواصلة مغامراتهم ... هم يأتون لي في كل عام بأناس من شتى البلاد لم يجدوا إلا الواوا لكي يمارسوا هوايتهم المجنونة ... إذن لم يكتفوا بالواوا و أتوا بأناس من اللاواوا ... لقد صرخت ولم يسمعني إلا تيار الجرف الثلجي و قلت سأمت هذا و اختفت معالمي تحت حبيبات الجليد ... و كانت هذه هي البداية للأحلام السعيدة ، حينها تذكرت أيام طفولتي عندما كنت مجرد صلب مدفون في الأرض و لكنهم لم يرتضوا لي بذلك سبيلا فاقتلعوني من أرضي و شكلت على هذه الهيئة الذليلة ... و لكنكم لا تعلمون أن هذه الأحلام لم تبقى كثيرا في مخيلتي إذ نبش علي أحد أطفالهم و عثر علي بين رفات الثليج و استخرجني ثانية لأمارس دوري الذي فرض علي ثانية .... أرى من بعيد هذا الجبل الضخم من الثلج ، إنه هنا منذ ولادتي و سيستمر حتى بعد موتي ، فكر أمثالي في إزالة هذا الجبل و إذابة جوانبه و لكن أنى لهم ذلك؟؟ و قد تغلغل و تشبث بمكانه لا تحركه الزلازل ... أرى بجانبه هنا جبل صغير يبدأ في الارتفاع بجانبه و كأنه سيتولى المسؤلية إذا انهار هذا الكبير و كأنني كتب علي أن أبقى هنا في بلاد الواوا أتلذذ ببرودتها و يتلذذون بامتطاء أعلاي ليهرعوا إلى متعتهم ....

ليس معنى أني مجرد لوح للتزلج أنني غير مثقف ، لا بل إني متابع للأخبار حسب استطاعتي و أعلم أن العالم يعيش مرحلة من الارتفاع في درجات الحرارة و يسمونها ظاهرة الاحتباس الحراري أو ظاهرة الصوبة الزجاجية أو الدفيئة الزجاجية ، لكني كذلك أنظر بعين شاخصة و نفس حاسدة و حيرة غامرة إلى كل ذلك فلا أجد هذا ببلادي ... لا يوجد بالواوا أي احتباس حراري بل الثلج و البرودة و فقط البرودة ألواح من الثلج و ألواح للتزلج فقط ، لا أكذب عليكم فهنا إحتباس حراري أيضا و لكن بمعنى آخر ... هنا احتباس عن الحرارة ، هنا عزلة عن التدفئة لا يمكن أن نرى مصدر للحرارة أو نشعر بمعناها ، لا أمل التكرار و أقول هنا في بلاد الواوا ليس إلا البرودة ... حتى إننا لا نرى الشمس و لا نعرف معنى النهار و لا نستمتع بسكون الليل ... الحال متوقفة هنا كنقطة انعدام الزمن لا شئ غير الشتاء و سقوط الثلج ... حتى في صيفنا تهرول الشمس إلى مغربها لا نكد ننهل من شعاعها ... تخرج إلينا حمراء و تختفي سوداء ... نعلم أن الغلاف الجوي أزرق و لكننا لا نراه كذلك ... لا نرى سوى سحب تختلس الشمس نظرة خلالها إلينا و تهرب بعيدا ... أبيض ... أبيض ... كل شئ كذلك ... انعدمت الألوان إلا الأبيض ... هل نحن نعيش في الواوا داخل أكفان لنا أم إنها غرفة للعمليات أم إنه العمى الأبيض ... غريبة هذه الواوا .... اشتقت كثيرا إلى كهفي حيث خرجت و لكن لا أعرف إليه سبيل ، ينتظرون حتى تتكسر أرجائي فيرموني بعيدا في مجتمع النفايات ... كم اشتاق إلى مجتمع النفايات ، كم أشتاق إلى صديقي الذي دهسته قدم متغطرسة ... إنه هناك لا محالة .. أعلم أن ذلك سيكون في يوم ما و لكني منتظر لكي أرسل إليه هذه الكلمات ، لكي أنفس بعض ما في نفسي من آهات ، لكي أحبطه و أجده يبكي و يبكي و يضحك و يقهقه ... أنا أعرفه جيدا سيضحك لأنه لا يضحك إلا عندما يغتمره الألم ... أعلم أني سأسترخي هناك على كومة من النفايات الباكية ... ألا تعلمون أن هذا سيكون دفيئا حقا؟؟؟ ألا ترون أني أتوق لتلك اللسعة؟؟؟ هلا عرفتم أن دموعي تتجمد في لحظتها إن حاولت التجرؤ و الخروج إلى تدفئة خدودي ... لقد حكم علي أن أكون لوح يدوسه كل من عشق البرودة ... صديقي أيها الثلج هل تستطيع أن تتفاوض مع الشمس لأراها تارة و ألتقي معك تارة أخرى ... صديقي لا تبتئس!!! لأني أعلم جيدا أن الشمس عندما تخرج سألقى بهذا البيات الصيفي القسري في أوراقي داخل الصندوق في ركن في رف في دولاب تحت أو فوق سرير في هذه الغرفة التي هي مأوى صيفي و زنزانتي عن الشمس ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لوح التزلج وبلاد الواوا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
¨°•√♥ منتديات الأصدقاء ♥√•°¨ :: الاصدقاء الأدبي :: بوح قلم , نثر-
انتقل الى: